قال الذهبي في كتابه(معجم الشيوخ ) 1 / 45 : ترجمة شيخه : أحمد بن عبدالمنعم بن أحمد ابو العباس القزويني الطاوسي الصوفي .
(( أخبرنا أحمد بن عبدالمنعم غير مرة ، أنا أبو جعفر الصيدلاني كتابة ، أنا أبو علي الحداد حضورا ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبدالله بن جعفر ، ثنا محمد بن عاصم ، نا أبو أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر : (( أنه كان يكره مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم )) .
قلت : كره ذلك لأنه رآه إساءة أدب ، وقد سُئل أحمد بن حنبل عن مسّ القبر النبوي وتقبيله فلمْ يرَ بذلك بأسا ، رواه عنه ولده عبدالله بن أحمد .
فإن قيل : فهل فعل ذلك الصحابة ؟؟ .
قيل : لأنهم عاينوه حيا ، وتملوا به وقبّلوا يده ، وكادوا يقتتلون على وضوءه ، واقتسموا شعره المُطهَّـر يوم الحج الأكبر ، وكان إذا تنخم لا تكاد تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه ، ونحن لما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل ، والاستلام والتقبيل ، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني ؟! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول : يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين ، ومن أمواله ومن الجنة وحورها ، بل خلق من المؤمنين يحبون أبا بكر وعمر أكثر من حب أنفسهم .
حكى لنا جندار أنه كان بجبل البقاع فسمع رجلا سب أبا بكر فسل سيفه وضرب عنقه ، ولو كان سمعه يسبه أو يسب أباه لما استباح دمه .
ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا : ألا نسجد لك ؟
فقال : لا ، فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير ، لا سجود عبادة ، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا ، بل يكون عاصيا فليُعَرَّفْ أن هذا منهيٌ عنه ، وكذلك الصلاة إلى القبر )) اهـ