الشاعر الرادود غازي العابد...."

[center]لن تموت ..."

أرسلي يا كربلا ذاك القماط ... وصنعي منه شرايين الصراط

كفني كل شهيدٍ مات فيــ ... عصرنا في كربلا و النجفِ

و جعلي من خرقت الطفل ربا ... ونسُجيها فوق جرحٍ لا يخى

دثيرينا تحت رايات الهدى ... إننا بالقوة العظمى نحى

نستمد العونَ من كل شهيد ... من دمٍ يشخب من كل وريد

يا حسين دمعة العشق تموت ... و اليتامى في أراضيك تموت

كُلَّنا يا سيدي فيك نموت ... قد أرادونا جميعاً أن نموت

إنك الساكِنُ فينا لن تموت ... لن تموت لن تموت لن تموت

إنهم ظنوا ستصدى بالوهن ... أو يجفو العشق من ذاك السكن

يجهلون أنك المُنشؤ في ... كلِّ قلبٍ طاهرٍ أغلى وطن

رشحةٌ منك إلى غور دمي ... تلهب الحسى فأنت ملهمي

أنت فينا شمعةٌ لن تنطفي ... إنك أعظمٌ من أن تختفي

أنت عرشٌ في قلوب العاشقين ... فاز من والاك في دنياً و دين

إنك المحفوظ في قلب السماء ... لن تواريك اهتزازات السنين

لا تظن الموت موتًا لِشهيد ... إنما الموت لأصناف يزيد

ربما الشمس توارى في الغروب ... ربما الأزهار من قطفٍ تموت

ربما الأمال بالقهر تذوب ... ربما في الأفق نجمٌ قد يموت

لكن الحسين باقٍ لن يموت ... لن يموت لن يموت لن يموت

سوف يبقى خالداً رغم الزمن ... يلهب الأجيال من كل الأمم

يكتب التاريخ في أفاقنا ... صفحةً بالنحر والأخرى بدم

أرسلي يا كربلا ذاك القماط ... وصنعي منه شرايين الصراط

الشاعر الرادود غازي العابد...."[/center]