عدد المساهمات : 3748 نقاط : 4084 تاريخ التسجيل : 08/08/2014 العمر : 62
موضوع: قصيدة للشاعر محمد مجذوب السوري في مقام الإمام علي عليه السلام الجمعة أغسطس 29, 2014 6:45 pm
قصيدة للشاعر محمد مجذوب السوري في مقام الإمام علي عليه السلام
عندما تأسست المملكة العراقية في الربع الأول من القرن العشرين ، قامت الحكومة العراقية حينها باستضافة الشخصيات العربية من فقهاء و أدباء لتعريفهم بالمملكة ، و كان من بينهم الشاعر محمد مجذوب السوري ، و عندما زار الوفد النجف الأشرف ، وشاهد الشاعر مقام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، تعجب مما رأى من بنيان شامخ مهيب ، و الزوار يحيطون بالقبر الشريف ، فقرر بعد عودته إلى سوريا ، أن يزور قبر معاوية بن أبي سفيان ، فرأى العجب العجاب ، و كانت النتيجة هذه القصيدة . و قد نشرت في الطبعة الأولى من ديوانه ، ولكن عملت دولارات البترول سحرها ، و ضغوطات الدول فعلها ، مما أدى إلى اختفاء القصيدة من الطبعات اللاحقة . وإليكم القصيدة :
أيــن القصــور أبا يزيـــد ولهوهــــا *** والصافنــــات وزهوهــــا والســؤددُ أيــن الدهــاء نحـــرت عزته علــــى *** أعتــــاب دنيــــا زهــــوها لا ينفــــدُ آثرت فانيها عـــلــى الحـــق الـــــذي *** هو لو عــــلمـت على الزمان مخلدُ تلك البهارج قـــد مضت لسبيلهــــــا *** وبقيـــت وحــــدك عبــــرة تتجــــددُ هذا ضريحـــك لو بصرت ببؤســـــه *** لأســــال مدمعـــــك المصيـر الأسودُ كتل مـــن التـرب المهيـــن بخــــربةٍ *** سكـر الذبــــاب بهــــا فـــراح يعربدُ خفيـــــت معـالمـها علــــى زوارهــا *** فكـأنهـــا فــــي مجهــــل لا يقــــصدُ والقبـــة الشمــاء نكـــس طــرفهــــا *** فبكــــل جــــزء للفنــــاء بهـــــا يدُ تهمي السحائب من خلال شقوقهــــا *** والريــــح فـــــي جنـباتهــــا تتــرددُ وكـــذا المصلـــى مظـلـــم فكأنـــــــه *** مذ كان لــــم يجـتــــز بــــه متعـبـــدُ أأبا يزيـــد وتلـــك حكـمـــة خالـــــق *** تجلى علــــى قلــــب الحكيـم فيرشدُ أرأيـــت عاقبـــة الجمــوح ونــــزوة *** أودى بـلبــــك غّيهــــا التــــرصــــدُ تعــدوا بهـــا ظلمــا على من حبــــه *** دين وبغضتــــه الشقــــاء الســـرمدُ ورثت شمائـلـــه بــــراءة أحمـــــــد *** فـيكاد مــــن بريــــده يشـــرق أحمدُ وغلـــوت حتـى قد جعلت زمامهــــا *** إرثــــا لــــكــــل مـدمــــم لا يحــــمدُ هتـــك المحارم واستباح خدورهــــا *** ومضى بـغــيـــر هــــواه لا يتقيــــدُ فـــأعادها بعـــد الهـــدى عصبيــــة *** جهلاء تـلتهـــم النفــــوس وتفســـدُ فكأنـمـــا الأســــلام سلعـــة تاجــــر *** وكــــــــأن أمــتــــه لآلــــك أعـبــــدُ فاســـأل مرابض كــربلاء ويثــــرب *** عن تلكــــم النــــار التــــي لا تخمدُ أرسلـــت مـــارجـها فـمـــــاج بحره *** أمـــــس الجـدود ولــــن يجّنبها غدُ والزاكـيـــات مـــن الدمــــاء يريقها *** بـاغ على حــــرم النبــــوة مفســــدُ والطـــاهرات فديتهـــن حــــواسـرا *** تـنثــــال مــــن عـبــــراتهن الأكـبــدُ والطيـبـيــــن مــــن الصغار كـأنهم *** بـيض الزنابــــق ذيـــد عنها الموردُ تشـكو الظمــــا والظالمون أصمهم *** حقد أناخ علــــى الجــــوانح مـــوقدُ والذائــــديـــن تبعـثــرت أشلاؤهم *** بـدوا فثمــــة معصــــم وهنــــا يــــدُ تطـــــأ السنابك بالطغـــاة أديمهـــا *** مثــــل الكتــــاب مشــى عليه الملحدُ فــــعــلـى الرمال من الأباة مضرج *** وعلى النيــــاق مـــن الهـداة مصفدُ وعلـــى الـــــرماح بقّـية من عابـد *** كالشمس ضــاء به الصفا والمسجدُ أن يجهــــش الأثمـاء موضع قدره *** فـلقــــد دراه الراكـعــــون السّجــــدُ أأبــــا يزيــــد وســـــاء ذلك عـثرة *** ماذا أقــــول وبـــاب سمعــك موصدُ قم وارمق النجف الشــريف بنظرة *** يرتــــد طرفــــك وهــــو بــاك أرمـدُ تلــــك العـظــام أعز ربك قدرهــــا *** فتـكاد لــــولا خــــوف ربــــك تعبـــدُ أبداً تباركهــــا الـوفــــود يحثهــــا *** من كــــل حــــدب شوقهـــا المتوقـدُ نــــازعـتها الدنـيــا فـفزت بوردها *** ثم انقضــــى كالحلــــم ذاك المــوردُ وسعــــت الى الأخرى فخلد ذكرها *** في الخــــالدين وعطـــف ربك أخلـدُ أأبا يزيــــد لتـلــــك آهــــة موجـع *** أفضى إليــــك بهــــا فــــؤاد مُقــصدُ أنــــا لسـت بالقالي ولا أنا شـامت *** قـلــــب الكــــريم عـن الشماتة أبعـدُ هي مـهجــــة حــرى أذاب شفافها *** حزن علــــى الإسلام لم يك يهمـدُ ذكــــرتـها الماضـــي فهاج دفينها *** شمــــل لشعــــب المصطفــى متبـددُ فبعـثتــــه عتـبــــا وإن يـك قاسـيا *** هو فــــي ضلوعــــي زفـــرة يتـرددُ لــــم اسـتطع صـبرا على غلوائها *** أي الضلـــــوع علــى اللظى تتجـلدُ
قصيدة للشاعر محمد مجذوب السوري في مقام الإمام علي عليه السلام